- عرفت بعد مباراة الزمالك والأفريقى التونسى معنى عبارة «بقيت فى نص هدومى» وأيضاً جملة «يا حيط دارينى»!!، عرفت معنى عبارة عربية فصيحة تعبر عن الفضيحة وهى «شىء يندى له الجبين خجلاً»!!، أحسست بالعار وأنا أشاهد كم الفوضى والبلطجة والهمجية التى قام بها بعض من ينتمون إلى عالم البشر اسماً، أحسست بالعار وأنا أشاهد مصريين من بلدى يسلخون لاعباً تونسياً من ملابسه بعد أن أوسعوه ضرباً وركلاً، أحسست بالعار وأنا أشاهد «أبوجلابية» وهو يتخلى عن عظمة وجمال وهيبة هذا الرداء الفلاحى الجميل ليتحول إلى مسجل خطر يجرى بالعلم والشومة!،

أحسست بالعار وأنا أستمع إلى صحفى تونسى وهو يحكى عن أن لاعبى تونس اتنشلت موبايلاتهم، وكدت ألطم عندما استمعت إلى أسطوانة الثورة المضادة المشروخة التى جعلت العشرين ألفاً الذين نزلوا الملعب كلهم، بلا استثناء، من أذناب وفلول الحزب الوطنى!!..

هل سنظل نعلق كل سلوك إجرامى سافل على هذه الشماعة ونبرر السلوكيات العشوائية بأنها نتاج الفلول واختراع الأذناب، ونبث الرعب فى قلوب رجال الأمن لمنعهم من التعامل مع البلطجية وردعهم بيد من حديد، مستغلين حالة الضعف والهوان وعقدة الذنب التى يعيشها جهاز الشرطة الآن ومطالبتهم بتوزيع شيكولاتة وبونبون على كل بلطجى ممن دمروا المدرجات والمظلات وكأنهم يدمرون قاعدة عسكرية إسرائيلية!!، ما حدث شىء يبعث على الخجل والحزن والقرف، لا نريد الدورى ولا نريد الكأس ولا نريد كرة القدم من أصله إذا كانت ستشعل فينا نار الهمجية والثأر والعشوائية وتجعلنا نعود إلى عصر إنسان الكهف!

- ماسبيرو ينهار، والتليفزيون الحكومى يأكله السوس، استيقظ مبنى ماسبيرو ليجد أن كوادره المؤهلة بجد والموهوبة بجد قليلة ونادرة، معظمهم تقمصته روح الموظف صاحب ختم النسر ففقد حاسة الإبداع والفن والتجدد، لابد أن تحزن الفضائيات المنافسة على فقدان أسد ماسبيرو لأسنانه وتخليه عن عرشه ليسكن جحراً، لابد من حقنه بأكسير الشباب وهرمونات الإبداع ومنشطات الحرية والانطلاق والتمرد، لابد أن يتخلى التليفزيون الحكومى عن دور الجمعية التعاونية، ويخلع جاكيت الشؤون الاجتماعية، ويتمسك بالموهوبين ويتخلى عن أنصاف وأرباع الموهوبين.

- أثبت باسم يوسف بفيديوهاته الساخرة على الـ«يوتيوب» التى حازت على أعلى نسبة مشاهدة أن مصر ولادة بمبدعيها، وأن روح السخرية والفكاهة والكوميديا والكاريكاتير السياسى والاجتماعى لن تموت بل ستظل بضاعة لن تبور أو تنضب ولها صناعها ومستهلكوها، أثبت الدكتور باسم أنه بملاليم وبعيداً عن أضواء الفضائيات وبمجرد الموهبة من الممكن أن تفرض إبداعك وتصبح نجماً بلا أى دعاية على «كبارى» أو إعلان فى صفحة الأهرام الأخيرة، فيديوهات باسم وغيره من شباب الـ«يوتيوب» هى طريقة جبرتية جديدة فى التأريخ والتدوين والتوثيق.